أسئلة تربوية أجاب عليها الشيخ سلمان العودة
ما هي النصيحة التي توجهها للطالبات اللاتي يتحدثن عن الأندية الرياضية واللاعبين والفنانين ويعجبن بهم ؟
الجواب :
ومن يتحدث عن مثل هذه التوافه؟ نحن أمة مجاهدة .. نريد الفتاة التي تربي
المجاهدين .. وهيهات أن تربي مجاهداً إذا كان همها منصباً على متابعة
الموضات والأزياء والتسريحات .. أو متابعة أحداث الانتاج الفني ، أو متابعة
الرياضة والكرة 0 أقول بوضوح : من تتابع الرياضة والفن مريضة ! بل ومريضة
بالقلب .. وعليها مراجعة المستشفى سريعاً .. إنه المستشفى الذي لا يرد
مراجعاً ، و لا يحتاج إلى طوابير انتظار قال الله تعالى : (قُلْ
يَاعِبَادِي الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ
رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ
الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ) وقال صلى الله عليه وسلم ( إن الله يبسط يده
بالليل ليتوب مسيء النهار ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل )0
************************************************** *************************************
احياناً يكون عندي أوقات فراغ كثيرة وخصوصاً أيام العطل و لا أدري بماذا اشغل وقت فراغي فأرجو إرشادي إلى ما تراه الأصلح وفقك الله ؟
الجواب :
عجيب أن يوجد وقت فراغ .. الناس يبحثون عن وقت .. ونحن نشكو من فراغ ! ما
أكثر الواجبات التي تنتظرها ! إنني أتساءل : الفتاة المطالبة بالقيام
بدورها في المنزل والتدرب على ذلك استعداداً لعش الزوجية ، وتعلم أمور
دينها وعبادتها من صلاة وصوم وحج وعبادة وغيرها ، والقيام بحقوق ربها من
أداء الواجبات وما يمكن أداؤه من السنن والمستحبات ، ومعرفة ما يحاك ضد
المرأة المسلمة من الخطط والمؤامرات ، إضافة إلى قيامها بواجب الدعوة إلى
الله والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر .. هذه الفتاة .. أين ستجد وقت
الفراغ ؟ إنها ما إن تنتهي من عمل المنزل حتى يحين وقت صلاة فريضة أو نافلة
، وما إن تنتهي من صلاتها حتى يحين موعد حلقة لتحفيظ القرآن ، أو درس في
الدعوة إلى الله .. أو اجتماع مناصحة و تذكير ..الخ 0 فهي في عمل دائب لا
ينقطع 0 من طرائف خطط الأعداء التي ننفذها بأيدنا ، أن المرأة شكت ، أو
شكوا على لسانها كثرة الأعمال فلا بد من خادمة ، ثم طباخة ، ثم مربية ،
فصارت الأم – فضلاً عن غير المتزوجة – لا عمل لها .. فبدأوا يصيحون من
الفراغ الذي تعانيه المرأة فلابد أن توفروا لها مجالاً تقض فيه فراغها ،
وفروا لها المرافق المختلطة ، والملاعب المختلطة والبرامج الهادفة والنوادي
والجمعيات و .. و .. والله المستعان ! نحن لا نعارض أي نشاط حقيقي للمرأة
المسلمة بشروط :
1- أن يكون منبثقاً من حاجة حقيقة وليس مفتعلاً لأهداف أخرى0
2- أن يكون ملتزماً بالشروط الشرعية من البعد والاختلاط بالرجال ، أو السفور أو التبرج ، أو غير ذلك من السلوكيات المنحرفة0
3- البعد عن الاتجاهات الفكرية الوافدة التي تنادي بما تسميه ( تحرير المرأة )
حرية زعموها واسمها لغةً ( فوضى ) *** وسيان شاءوا الحق أم جاروا!
4- أن يكون تحت إشراف نسوة أمينات وأن تبعد عنه داعيات الشر والفساد والرذيلة .
************************************************** *************************************
بعض الطالبات تكون مراييلهن قصيرة فوق الكعبين فهل فعلهن هذا صحيح ؟
الجواب :
اليوم فوق الكعبين وغداً إلى أنصاف الساقين وبعده إلى الركبتين وصدق حبيبي
صلى الله عليه وسلم ( لتتبعن سنن من كان قبلكم حذو القذة بالقذة ، حتى لو
دخلوا جحر ضب لدخلتموه ) متفق عليه .
إنه تشبه بالكافرات وفي الوقت نفسه تشبه بالرجال .. أهل التشمير .
لحد الركبتين تشمرينا *** بربك أي نهر تعبرينا ؟!
كأن الثوب ظل في صباحٍ *** يزيد تقلصاً حينا فحينا
تظنين الرجال بلا شعورٍ *** لأنك ربما لا تشعرينا !
************************************************** *************************************
ان الزواج السعيد يأتي عن طريق الحب والتعارف قبل الزواج ، عبارة نسمعها ونقرؤها كثيراً 0 فما رأيكم فيها ؟
الجواب :
الزواج من الممكن أن يكون سعيداً لمدة أسبوعين أو شهر إذا كان مبنياً على
حب سابق حيث عواطف كل من الزوجين تجاه الآخر قويه .. ثم تهدأ العواطف ..
وكما يقال في المثل : ذهبت السكرة وجاءت الفكرة !
** بدأ الرجل يفكر بعقله لا بعاطفته .. امرأة اتصلت بي سراً ، تكلمت معي ،
كانت تقول كذا وكذا ، ربما خانت أهلها ، الآن ما عدت انظر إلى جسدها الجميل
وشعرها وشكلها .. كل هذه صرت أنظر إليه ببرود ، لكنني فتحت عيني على
أخلاقها على عفافها على حيائها .. لم لا أتصور أنها تدير قرص الهاتف في
غيبتي على غيري .. كيف آمن أن أسافر شهراً أو شهرين وأنا لا أدري ماذا
أحدثت بعدي ؟
** والذي أعلمه من خلال مراقبتي الشخصية أن غالب الزوجات التي تمت على هذا
الأساس تنتهي بالفشل . اللهم لو وقع نظر إنسان فجأة ومن غير قصدٍ على امرأة
فأعجبته فسعى إليها وتزوجها فهذا شيء آخر.
** يجب على الشباب والفتيات ألا يأخذوا أسلوب حياتهم من المسرحيات الهابطة
التي تعرض على أبصارهم .. إن (( التمثيل )) لا يناسب الحياة الحقيقية ..
ومن الخطأ أن أتخذ قراراً يتعلق بحياتي كلها بمثل هذه السذاجة .
فتاوى عن عمل المرأة
فتاوى عن عمل المرأة
اختيار : د.إبراهيم الفارس
س1/ هل يوجد حرج على المرأة في التعامل مع الرجال في مجال عملها وخاصة إذا كان في مجال المختبرات الطبية ؟
ج1/ إذا اضطرت المرأة للعمل وجب عليها ألا تعمل في مكان تختلط فيه مع
الرجال , وإن كانت طبيعة عملها تستوجب التعامل مع الرجال فليكن ذلك بدون
اختلاط وبغاية قصوى من الحذر . ويجب على المرأة أن تكون متحجبة بالحجاب
الشرعي ومحتشمة وإن اضطرت إلى مكالمة الرجال فلا تخضع بالقول كما قال الله
تعالى : { فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ
مَرَضٌ } "الأحزاب:32" كما يجب عليها أن تحذر مس الطبيب غاية الحذر , وألا
تسمح لنفسها بالخلوة بأحد من الرجال فهذا من أعظم المنكرات .
س2/ ما حكم تدريس المرأة المسلمة لتلاميذ ذكور في المرحلة التأسيسية ؟
ج2/ إذا كان الذكور غير بالغين , أي لم يتجاوزوا سن العاشرة – لأنها مظنة
البلوغ الشرعي عند بعضهم – وعادة ما يكون ذلك في الصفوف الأولى من دراستهم ,
فإن الأصل هو جواز تدريسهم من قبل المعلمات لعدم وجود المانع الشرعي من
ذلك , لكننا نقول : إن اشتغال النساء بتعليم البنات , واشتغال الرجال
بتعليم الفتيان أسلم وأجدى على الفريقين , علمياً وشرعياً , فإن من المعلوم
أن الصغار يتقلدون صفات أنثوية من معلماتهم , كما أن النساء غير قادرات
بطبعهن على السيطرة على الفتيان , وتلقينهم المعلومات كما يفعل الرجال ,
مما يترك آثاراً سلبية من الناحيتين العلمية والأخلاقية .
ونرى منعه سداً لذريعة التوسع في هذا الباب , فإن العادة أن الضوابط التي
توضع لا تنفذ كما أنه قد يكون في الصغار من مرج طبعه , وقد يكون في
المعلمات من تسول لها نفسها استدراج الصغار , خصوصاً إذا كانوا حسان الوجوه
, وهي غير متزوجة أو مطلقة , فإذا تذكرنا أن وسائل الإعلام اليوم قد طبعت
الثقافة الجنسية , التي كانت إلى عهد قريب محجوبة عن الصغار .. إذا تذكرنا
ذلك , فإن تدريس المرأة الصغار تكتنفه جملة مخاطر , أما الإذن فهو فتح باب
فيه من المفاسد ما فيه , والسلامة لا يعدلها شيء .
س3/ هل يجوز للمرأة أن تعمل مدرسة في مدارس البنين المتوسطة ؟
ج3/ لا يجوز للمرأة أن تعمل مدرسة للبنين في هذه المرحلة لأن الطلاب في هذه
المرحلة عادة يكونون مراهقين وطبيعة التدريس تستلزم المخالطة ولا يجوز
مخالطة المرأة للرجال . لقوله تعالى : { وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا
فَاسْأَلُوهُنَّ مِن وَرَاء حِجَابٍ } "الأحزاب : 53" فهذه الآية تدل على
أنه لا يجوز مخالطة الرجال للنساء ولا التكلم معهم إلا من وراء حجاب .
وخاصة أن هذه الوظيفة متوفر من يشغلها من الرجال وللمرأة وظائف تتناسب مع
طبيعتها .
س4/ هل يجوز فتح صالون نساء للتجميل ؟
ج4/ من المعلوم أن المرأة تحب أن تتجمل لزوجها , وهذا مطلب شرعي لدوام
الألفة بينهما والمحبة . وهذا التجميل قد لا يتأتى لبعض النساء إلا بوجود
امرأة تقوم بهذا العمل . إن لم تكن الزوجة ممن يحسن القيام به , وعلى هذا
ففتح صالونات لتجميل النساء لا حرج فيه إن اقتصر العمل فيه على تجميل من
تتجمل لزوجها , ولا تبرز زينتها للأجانب , ولا تفتن بذلك , وخلا من عمل
محرم , كنمص الحواجب ووصل الشعر والاطلاع على العورات , وأما إن كانت هذه
الصالونات ترتادها البرة والفاجرة والمتحجبة والمتبرجة أو اشتملت على محرم
فلا يجوز فتحها ولا العمل فيها , لما في ذلك من التعاون على معصية الله وقد
قال جل وعلا : { وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ
تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ } " المائدة: 2" فإن كنت
تعلمين من نفسك عدم التهاون في هذا الأمر والتساهل في تسهيل معصية الله لمن
تعصي الله تعالى بتبرجها . فلا حرج فيه إن شاء الله . وإن كنت لا تستطيعين
التحكم بمن تأتي إلى هذا المحل فإن عليك أن تبتعدي عن هذا المجال وتبحثي
عن مجال آخر مباح .
س5/ ما حكم عمل المرأة مدلكة وما فيه من اطلاعها على العورات وملامستها ؟
ج5/ يجوز للمرأة أن تعمل مدلكة للنساء , بشرط ألا تكشف عن عوراتهن , أو
تمسها إلا عند الضرورة الملجئة , أو الحاجة التي في معناها , أو تقاربها ,
وكذا محارمهما من الرجال .
وأما تدليكها للرجال الأجانب فلا يجوز , لما في ذلك من الفتنة بالمس , وهو
أشد فتنة من النظر , وكلاهما محرم . قال الإمام النووي يرحمه الله . وقد
قال أصحابنا : كل من حرم النظر إليه حرم مسه بل المس أشد , فإنه يحل النظر
إلى الأجنبية إذا أراد أن يتزوجها , ولا يجوز مسها .ا. هـ.
س6/ أريد أن أرتبط بامرأة صالحة والحمد لله إلا أن لديها رغبة في ممارسة مهنة المحاماة . ما حكم الشرع في ذلك ؟
ج6/ لا يجوز للمرأة أن تعمل في مكان تختلط فيه بالرجال , لما في ذلك من
محاذير شرعية , ولما يترتب عليه من التعرض للمفاسد . ويمكن للمرأة أن تعمل
في مجال يلائمها كالتدريس , وتطبيب النساء وما شابه ذلك .
س7/ لي قريبة تسكن في الخارج ولديها مال وعمرها 16 عاماً ووالدها يعمل
عملين ولديهم بيت ملك ولديهم سيارتان ولديهم من الخير ما يكفي أكثر من
عائلة وهي لا تساعد أمها في المنزل وذهبت الآن لتعمل في مطعم من دون محرم
وحدها لكي تمسح الطاولات وتلبي طلبات الزبائن فقط من أجل جلب زيادة من
المال لكي تسرف فيه فهل هذا جائز ؟ وهي مكتفية وملبى لها كل طلباتها وزيادة
فهل يجوز عملها ؟
ج7/ إن وظيفة المرأة التي تليق بها وتتناسب مع طبيعتها هي أن تقر في بيتها ,
وتقوم بشؤونه وشؤون أولادها إذا رزقها الله تعالى بأولاد . أما العمل خارج
البيت فلا يتناسب مع طبيعتها أصلاً , ولكن إذا احتاجت له فلها أن تمارس
منه ما كان أقرب لطبيعتها وأليق بحالها , مع الالتزام بشرع الله تعالى في
التستر وعدم الاختلاط المحرم بالرجال ونحو ذلك .
والذي يظهر من السؤال أن هذه الفتاة ليست بحاجة أصلاً إلى العمل وأن العمل
الذي تمارسه لا يليق بالمرأة , ولا يتناسب مع طبيعتها , ويشتمل على محاذير
شرعية كبيرة فعليها إذن أن تتوب إلى الله تعالى توبة نصوحاً , وتترك هذا
العمل الذي يشتمل على محاذير شرعية جمة , وتقر في بيت أبيها , وتحمد الله
تعالى على ما أعطى من الخير الكثير , وتشكر نعمته ولا تكفرها , فإن كفران
النعمة موجب لزوالها , كما أن على والدها أن يمنعها من الخروج لمثل هذه
الأعمال فإنه مسؤول أمام الله سبحانه وتعالى عنها .
س8/ أعمل في مجال الإعلام وعملي هو أن أقوم بستر عورات الممثلات أو عارضات
الأزياء حتى لا يظهرن عاريات في المجلة فهل مهنتي جائزة علماً أني أضطر
لرؤية عورات النساء لسدها ومنع نشرها .. وما حكم راتبي من عمل كهذا ؟
ج8/ إن المرأة كلها عورة بالنسبة لنظر الرجال الأجانب إليها , ولا يحل لها
أن تبدي شيئاً من عورتها أمامهم ولو كان ذلك عن طريق التصوير في مجلة أو
نحوها , وإذا كنت تقومين بستر عورات الممثلات أو عارضات الأزياء في المجلة ,
بحيث لا يظهر شيء من أبدانهن وشعورهن وتقصدين بذلك إنكار المنكر , فلا شك
أنه هذا عمل خير . وإن كان يبقى – مع عملك هذا – شيء من عوراتهن وزينتهن ,
فننصحك بترك هذا العمل لأن ما يدخل عليك من المفاسد أعظم من هذه المصلحة
الجزئية التي تقومين بها . وأيضاً , فالمجلات التي تنشر صور الممثلات
وعارضات الأزياء لا خير فيها , بل هي باب من أبواب الفتنة والشر , وعملك
فيها يعد معاونة لهم على ذلك . وأعلمي أن سلامة الدين لا يعدلها شيء , ففري
بدينك من هذا المجال الذي لا يرضي الله تعالى , ومن ترك شيئاً لله عوضه
الله خيراً منه .
س9/ هل يجوز للمرأة الخروج للعمل بضوابط شرعية والعمل سيكون في مكان مختلط
ولكن مكان عملي سيكون في غرفة مع النساء مع العلم أنني ملتزمة بالحجاب
الشرعي وأغطي وجهي ولله الحمد ؟
ج9/ يجوز للمرأة أن تخرج للعمل , إذا كان ثم حاجة لها , أو كان المجتمع
بحاجة إلى عملها ولو لم تكن هي بحاجة إلى العمل , كعملها طبيبة أو مدرسة .
ويشترط لذلك أن تخرج إلى عملها بلباسها الشرعي غير متطيبة , وتتجنب العمل
في الأماكن المختلطة قدر طاقتها , وكذا الحديث مع الرجال فيما لم تدع
الحاجة إليه . ومنه يعلم أنه لا حرج في عملك هذا ما دمت في مكان مخصص
للنساء مع التزامك بالحجاب الشرعي , ولا يضر كونك تدخلين إلى هذه الغرفة
وتصلين إليها من أماكن مختلطة حولك , مع الحذر أن يدخل عليكن أحد من الرجال
من غير تنبيه مسبق , حتى تستطعن التستر حال دخوله .
س10/ هل يجوز للمرأة الخروج للعمل بإذن زوجها إذا اضطرتها مستلزمات الحياة
لها ولأولادها في مكان مختلط على بعد 80 كم من بيتها مع محاولتها جاهدة
البحث عن عمل آخر ومراعاة الآداب العامة في مكان العمل حتى يأتي الفرج ؟
ج10/ إن اختلاط الرجال بالنساء في مكان واحد محرم شرعاً ، لما يترتب عليه
من مفاسد وأضرار كثيرة دينية ودنيوية لا تخفى على أحد ، وبناءً على ذلك ،
فإن العمل في الأماكن المختلطة لا يجوز إلا لضرورة لا يمكن دفعها إلا بذلك ،
ولا يبيحه إذن الزوج فيه ، بل يجب عليه أن يمنع الزوجة منه ديانة وغيرة ،
وقياماً بالمسؤولية التي من أهمها أن يقيها نار جهنم . قال الله تعالى : {
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا
وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ } "التحريم :6"
وننبه هنا إلى أمرين اثنين :
الأول : أنه لا مانع من أن تقوم المرأة بالكسب عن طريق عمل تمارسه في بيتها
، كالخياطة ، والحياكة ، والنسيج . كما أنه لا مانع أن تقوم خارج بيتها
بعمل يلائم طبيعتها ، كتدريس البنات ، وتطبيب النساء ونحو ذلك .
ويشترط أن يكون ذلك بإذن الزوج ، وألا يكون فيه تضييع لحق واجب ، وأن تلتزم
بالحجاب ، والتستر عند خروجها ، وألا يكون مكان العمل فيه اختلاط ، بل إن
المرأة قد تثاب بذلك إذا أحسنت النية والقصد ، وقامت بذلك خدمة لمجتمعها
وأمتها .
الثاني : إذا لم يكن للمرأة عائل يعولها ، واضطرت لإيجاد مصدر رزق ، ولم
تجد لذلك سبيلا إلا العمل في مكان مختلط جاز لها العمل فيه مع التحفظ غاية
التحفظ ، والبحث المستمر عن عمل لا يقتضي الاختلاط بالرجال ، وذلك لقول
الله تعالى : { وَقَدْ فَصَّلَ لَكُم مَّا حَرَّمَ عَلَيْكُمْ إِلاَّ مَا
اضْطُرِرْتُمْ } "الأنعام:119" ولقوله تعالى :{ فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ
بَاغٍ وَلاَ عَادٍ فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ } "البقرة:173".
وتعليقاً على ما في السؤال من أن مكان العمل على بعد ثمانين كيلومتر من بيت
المرأة نقول : إنه إذا كان مكان العمل خارج المدينة التي تسكنها المرأة ,
بحيث يعد ذهابها إليه سفراً , فإنه لا يجوز لها الذهاب إليه إلا مع محرم أو
زوج , لما في الصحيحين أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لا يحل لامرأة
تؤمن بالله واليوم الآخر تسافر مسيرة يوم إلا مع ذي محرم ). فإن لم تجد
المحرم , أو الزوج القادر على السفر معها وكانت مضطرة للعمل على الوضع
السابق بيانه , فعليها أن تحاول السفر عبر رفقة آمنة , وألا تخلو في سفرها
مع رجل أجنبي منفرد , وتحت أي ظرف من الظروف .
س11/ ما حكم فتح دكان الحلاقة للنساء وقت صلاة الجمعة , وصلاة الجمعة ليست
واجبة على المرأة ولها أن تصليها في الدكان ولكن النداء في سورة الجمعة عام
للرجال والنساء كما قال العلماء ؟
ج11/ لقد أجمع الفقهاء على أن صلاة الجمعة لا تجب على المرأة , ومما يستدل
به لذلك ما رواه أبو داود من حديث طارق بن شهاب رضي الله عنه قال : قال صلى
الله عليه وسلم : ( الجمعة حق واجب على كل مسلم في جماعة إلا أربعة :
مملوك وأمراة , وصبي ومريض ) فللمرأة ألا تحضر إلى الجمعة ولو كانت قريبة
من المسجد , أو سمعت النداء , بل أن تصلي الظهر في المكان الذي هي فيه خير
لها من صلاة الجمعة مع الناس . ونريد أن ننبه هنا على أمرين :
الأول : أن على من أراد أن يقيم صالوناً لحلاقة النساء , لابد أن يراعي فيه بعض الضوابط , ومنها :
- أن يكون المباشر للعمل امرأة مسلمة .
- ألا يشتمل العمل على محرم , كحلق رأس من يعلم أنها تتبرج للأجانب , لأن
في ذلك عوناً لها على ما هي فيه من إثم , وقد قال تعالى { وَتَعَاوَنُواْ
عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ
وَالْعُدْوَانِ } " المائدة: 2" . ومن هذا القبيل من تريد أن تحلق رأسها
ليصير على وضع فيه تشبه بالكافرات , أو الرجال , أو الساقطات من النساء .
الأمر الثاني : أن هذا الدكان يجب أن يغلق عند شروع مؤذن الجمعة في الأذان
الثاني أذان الخطبة , وذلك لقوله تعالى :{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا
إِذَا نُودِي لِلصَّلَاةِ مِن يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ
اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ }"الجمعة : 9"
س 12/ أعمل طبيبة نساء في مجال تنظيم الأسرة وسؤالي هو : ما الحكم في طبيعة العمل في هذا المجال ؟ وما حكم العائد المادي منه ؟
ج 12/ إن صحة عمل الطبيبة في مجال تنظيم الأسرة تتوقف على نوع عملها , فإن
كان عملها في حيز منع الحمل نهائياً , أو منعه خوف فقر , أو عدم استطاعة
تربية الأطفال , أو في أي باب لا يضر بصحة الأم فعملها لا يجوز , لأن
الإسلام جاء بإكثار النسل لا بتقليله , فقد روى أبو داود والنسائي من حديث
معقل بن يسار رضي الله عنه قال : قال صلى الله عليه وسلم تزوجوا الولود
الودود فإني مكاثر بكم ) وروى نحوه أحمد من حديث أنس بن مالك . وقد منع
الفقهاء التعقيم ( منع الحمل النهائي ) ومن ذلك ما نقله البجيرمي عن فقهاء
الشافعية قولهم : يحرم استعمال ما يقطع الحمل من أصله . ويستوي في ذلك قطع
الإنجاب بعد أن كان , أو منع الحمل ابتداء قبل الإنجاب .
وإن كان عمل الطبيبة النسائية في مجال الإجهاض فهو غير جائز أيضاً , إلا
إذا كان الإجهاض حفاظاً على حياة الأم أو بعض أعضائها . لأن الإجهاض قتل
نفس كتب الله أن تخلق , جاء في كتاب الشرح الكبير للدردير من المالكية قوله
: ( ولا يجوز إخراج المني المتكون في الرحم ولو قبل الأربعين يوماً وإذا
نفخت فيه الروح حرم إجماعاً ) وجاء في كتاب شرح الخرشي ما نصه : (لا يجوز
للمرأة أن تفعل ما يسقط ما في بطنها من الجنين , وكذا لا يجوز للزوج فعل
ذلك ولو قبل الأربعين ) .
وأما إن كان عمل الطبيبة في مجال المحافظة على صحة المرأة والأطفال
والمساعدة في تنشئة الطفل سليماً فهو عمل محمود , والأجر الذي تأخذه
الطبيبة على عملها هذا حلال طيب , وقد أفتى بنحو ما ذكرنا من حرمة تحديد
النسل ومنع الحمل , وفعل ما يعين عليه المجمع الفقهي الإسلامي , واللجنة
الدائمة, ومجلس هيئة كبار العلماء .
س 13/ مجموعة من المعلمات ينتقلن يومياً مسافة مائة كيلومتر خارج بلدتهن
للتعليم في بلدة أخرى وليس معهن محارم , فهل يجوز لهن ذلك وهل يعد هذا من
باب الضرورة أو الحاجة ؟
ج 13/ إن المسافة التي ذكرتها في سؤالك (مائة كيلومتر ) هي مسافة سفر عند
كل الفقهاء – لا نعلم بينهم في ذلك خلافاً معتبراً - ، ولا يجوز للمرأة ،
أو النساء أن يسافرن بلا محارم مطلقاً من غير تحديد مدة للسفر ، قال الإمام
النووي في شرح صحيح مسلم : ( ولم يُرد صلى الله عليه وسلم تحديد أقل ما
يسمى سفراً ، فالحاصل أن كل ما يسمى سفراً تُنهى عنه المرأة بغير زوج أو
محرم .. لرواية ابن عباس المطلقة ، وهي آخر روايات مسلم السابقة : " لا
تسافر المرأة إلا مع ذي محرم " وهذا يتناول جميع ما يسمى سفر ) . وعلى هذا
فلا يجوز انتقال هذه المجموعة من المعلمات من بلدتهن إلى بلدة أخرى وحدهن
دون أزواجهن أو محارمهن ، وعليهن أن يثبتن لجهة العمل أن هذا الأمر يجب أن
يوجد له حل ، وعلى الجهة المسؤولة إيجاد الحل المنشود ، فإن رفضت ذلك فيجب
على من لم تكن تحت ضرورة ملجئة التخلي عن هذا العمل المؤدي إلى الوقوع في
هذا المحظور .
س14/ هل عمل الطبيبة ومبيتها في المستشفى للمناوبة حرام ؟
ج14/ لا بأس أن تعمل المرأة طبيبة أو تبيت في المستشفى إذا دعت الضرورة إلى
ذلك ، بل إن ذلك مطلوب شرعاً لتتولى المرأة الطبيبة علاج النساء ورعايتهن
في المستشفى . ويجب على المرأة ، إذا عملت طبيبة ألا تخاط الرجال ، ولا
تكون في مكان تخلو فيه برجل غير زوج لها أو محرم . ويجب عليها في حالة
الخروج من بيتها أن تلتزم بالحجاب الشرعي ، وألا تخرج متطيبة .
س15/ ما حكم عمل المرأة في وسائل الإعلام المرئية ؟
ج15/ مما لا شك فيه أن وسائل الإعلام المرئية لها إيجابيات ومنافع ولها
كذلك سلبيات ومضار, فما كان منها من سلبيات ومضار , فلا يجوز العمل فيها
للرجال والنساء على السواء , لأن العمل في مثل هذا المجال من باب التعاون
على الإثم والعدوان وكذا من باب إشاعة الفاحشة بين المؤمنين كمن يعمل في
مجال الأفلام والغناء ونحو ذلك . وأما ما كان منها إيجابياً ونافعاً فلا
حرج في العمل فيه بالنسبة للرجال إن ضبط ذلك بضوابط الشرع . ولا يجوز
للمرأة أن تعمل في مجال الأعلام المرئي كأن تعمل مذيعة أو مقدمة برامج أو
نحو ذلك لأن هذا يؤدي إلى مفاسد عظيمة منها أن المرأة ستسعى جهدها في تحسين
صوتها وصورتها للمشاهدين , وقد يحصل أن تحدث خلوة مع رجال أجانب عنها عند
التسجيل ولإعداد ونحو ذلك , فالذي ينبغي على المسلمين عمله هو سد هذا الباب
بالكلية والسعي في ذلك قدر المستطاع . وأما الرجل فإنه أجدر للقيام بهذه
المهمة ، وكثير من الإعلاميين لا يتخذون المرأة في هذا المجال إلا لجذب
أنظار من لا يراعي بصره ، فإن من المعلوم أن المرأة لا تضيف شيئاً جديداً
للنشرة أو البرنامج .
المصدر مجلة الأسرة
فتاوى نسائية
لمجموعة من العلماء
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد:
فهذه بعض الفتاوى الخاصة بالنساء ، نأمل أن يستفاد منها الفائدة المرجوة
بالتطبيق والعمل ، وأن يعننا الله على ذكره وشكره وحسن عبادته .. آمين.
حديث السبعة ليس خاصاً بالرجال
س1:هل حديث السبعة الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله خاص بالذكور
أم أن من عمل عمل هؤلاء من النساء يحصل على الأجر المذكور في الحديث؟
جـ : ليس هـذا الفضل المذكور في هـذا الحديث خاصاً بالرجال ، بل يعم الرجال
والنساء ، فالشابة التي نشأت في عبادة الله داخـلة في ذلك ، وهكـذا
المتـحابات في الله من النساء داخـلات في ذلك ، وهكـذا كـل امـرأة دعاها ذو
منصب وجمال إلى الفاحشة فقالت: إني أخاف الله ، داخلة في ذلك ، وهكذا من
تصدقت بصدقة من كسب طيب لا تعلم شمالها ما تنفق يمينها داخلة في ذلك ،
وهكذا من ذكر الله خالياً من النساء داخل في ذلك كالرجال،أما الإمامة فهي
من خصائص الرجال، وهكذا صلاة الجماعة في المساجد تختص بالرجال ، وصلاة
المرأة في بيتها أفضل لها كما جاءت بذلك الأحاديث الصحيحة عن رسول الله صلى
الله عليه وسلم ، والله ولي التوفيق . ((الشيخ ابن باز))
ثواب المرأة في الجنة
س2:عندما أقرأ القرآن الكريم أجد في كـثير مـن آياتـه أن الله تعالى يـبشر
عباده المؤمنين الرجال بحور العين الباهرات في الجمال، فهل المرأة ليس لها
في الآخرة بديل عن زوجها، كما أن الخطاب عن النعيم معظمه موجه للرجال
المؤمنين ، فهل المرأة المؤمنة نعيمها أقل من الرجل المؤمن؟
جـ : لاشك أن الثواب في الآخرة عام للرجال والنساء لقوله تعالى : { أني لا
أضيع عمل عامل منكم من ذكر أو أنثى } وقـولـه : { من عمل صالحاً من ذكر أو
أنثى وهـو مؤمن فلنحيينه حياة طيبه }
وقوله : { ومن يعمل من الصالحات من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فأولئك يدخلون
الجنة} وكذا قوله تعالى: { إن المسلمين والمسلمات ـ إلى قـوله ـ أعـد الله
لهم مغفرة وأجراً عظيماً} وقـد ذكر الله دخولهـم الجنـة جميعـاً في قوله
تعالى : {هم وأزواجهم في ظلال} وقوله : { أدخلوا الجنة أنتم وأزواجكم
تحبرون }
وأخبر تعالى بإعادة خلق النساء في قوله تعالى: { إِنا أنشأناهن إِنشاء ،
فجعلناهن أبكاراً} يعني أنه تعالى يـعيد خـلق العجائـز فيجعـلهـن أبـكاراً
كـما الشيوخ شباباً . وورد في الحديث أن نساء الدنيا لهن فضل على الحور
العين لعبادتهن وطاعتهن ، فالنساء المؤمنات يدخلن الجنة كالرجال، وإذا
تزوجت المرأة عدة رجال ودخلت الجنة معهم خيرت بينهم فاختارت أحسنهم خلقاً .
((الشيخ ابن جبرين))
الاستغراق في الملذات
س3:إنـني شـابة ملتزمة بالإسلام ولـكن في الفـترة الأخيرة لاحـظت أن
إِيماني ضعف ، بدلـيل ارتكـاب بعض المعاصي مثل تفـويت أو تأخير الصلاة،
والاستماع إلى اللغـو مـن القـول ، والاستغراق في الملذات ، وقـد حاولت
إنقاذ نفسي مما أنا فيه ولكن لم أستطع . فـهل تـرشدني فـضيلتكم إلى الطـريق
السوي الذي أنجو به من شر نفسي الأمارة بالسوء؟
جـ : نسأل الله لنا ولك الهداية ، والطريق إلى هذا، الحرص على قراءة القرآن
وتدبره فإن القرآن يقول الله فيه: {يا أيها الناس قد جاءتكم موعظة من ربكم
وشفاء لما في الصدور وهدى ورحمة للمؤمنين} ثم مراجعة ما أمكن من سيرة
النبي صلى الله عليه وسلم وسنته، فإنها منار الطريق لمن أراد الوصول إلى
الله عز وجل ، وثالثاً الحرص على مصاحبة أهل الصلاح والتقوى، ورابعاً البعد
بقدر الإمكان ، عن جليسات السوء الذين قـال فيهم الرسول عـليه الصلاة
والسلام : ((مثـل جليس السوء كـنافخ الـكير إما أن يحرقـك أو قال يحرق
ثيابك)) وإما أن تجد منه رائحة كريهة)) ثم تأنيب نفسك دائماً على ما حدث لك
من هذا التغير حتى تعودي إلى ما كـنت عليه سابقاً . سادساً أن لا يدخلك
الإعجاب فيما قمت به من عمل صالح فإن الإعجاب قد يبطل العمل كما قال عز وجل
: {يمنون عليك أن أسلموا قل لا تمنوا علي إسلامكم بل الله يمن عليكم أن
هداكم للإيمان إن كنتم صادقين}. ولكن انـظري إلى أعـمالك الصالحة وكـأنـك
مـقصرة دائـماً والجـئي دائـماً إلى الاستغفار والتوبة إلى الله ـ عز وجل ـ
مع حسن الظن بالله سبحانه وتعالى، لأن الإنسان إذا أعـجب بعملـه، ورأى
لنفسه حقاً على ربه كان ذلك أمراً خطيرا ًقد يحبط به العمل . نسأل الله
السلامة والعافية . ((الشيخ ابن العثيمين))
التوبة تهدم ما قبلها
س4:أنا فتاة أبلغ من العمر (25) عاماً ولكن منذ صغري إلى أن بلغ عمري (21)
سنة وأنا لـم أصم ولم أصل تكاسلاً ، ووالدي ووالدتي ينصحانني ولكن لم أبال ،
فما الذي يجب علي أن أفعله، علماً أن الله هـداني وأنا الآن أصوم و أصلي
ونادمة على ما سبق .
جـ : التوبة تهدم ما قبلها فـعليك بالندم والعزم والصادق على العبادة
والإكثار من النوافل من صلاة في الليل و النهار وصوم تطوع وذكر وقراءة
ودعاء والله يقبل التوبة من عباده ويعفو عن السيئات . ((الشيخ ابن جبرين))
معنى نقص العقل والدين عند النساء
س5:دائمـاً نسمـع الحـديث الشريف (( النساء ناقصات عقل ودين )) ويـأتي به
بعض الرجال للإساءة للمرأة. نرجو من فضيلتكم توضيح معنى هذا الحديث؟
جـ : توضيح حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ، من إكمال بقيته حيث قال :
((ما رأيت من ناقصات عقل ودين أغلب للب الرجل الحازم من إحداكن، فقيل يا
رسول الله ما نقصان عقلها؟ قال: أليست شهادة المرأتين بشهادة رجل ؟ قيل يا
رسول الله ما نقصان دينها ؟ قال : أليست إذا حاضت لم تصل ولم تصم ؟!)) فقد
بين ـ عليه الصلاة والسلام ـ أن نقصان عقلها من جهة ضعف حفظها وأن شهادتها
تجبر بشهادة امرأة أخرى . وذلك لضبط الشهادة بسبب أنها قد تنسى أو قد تزيد
في الشهادة ، وأما نقصان دينها فلأنها في حال الحيض والنفاس تدع الصلاة
وتدع الصوم ولا تقضي الصلاة ، فهذا من نقصان الدين . ولكن هذا النقص ليست
مؤاخذة عليه، وإنما هو نقص حاصل بشرع الله ـ عز وجل ـ هو الذي شرعه ـ
سبحانه وتعالى ـ رفقاً بها وتيسيراً عليها لأنها إذا صامت مع وجود الحيض
والنفاس يضرها ذلك . فمن رحمة الله أن شرع لها ترك الصيام ثم تقضيه، وأما
الصلاة ، فلأنها حال الحيض قد وجد منها ما يمنع الطهارة . فمن رحمة الله ـ
عز وعلا ـ أن شرع لها ترك الصلاة ، وهكذا في النفاس ثم شرع لها ألا تقضي
الصلاة ، لأن في القضاء مشقة كبيرة ، لأن الصلاة تتكرر في اليوم والليلة
خمس مرات . والحيض قد تكثر أيامه . تبلغ سبعة أيام أو ثمانية أيام ، وأكثر
النفاس قد يبلغ أربعين يوماً . فكان من رحمة الله عليها وإحسانه إليها أن
أسقط عنها الصلاة أداءً وقضاءً ، ولا يلزم من هذا أن يكون نقص عقلها في كل
شيء ونقص دينها في كل شيء ، وإنما بين الرسول صلى الله عليه وسلم أن نقصان
عقلها من جهة ما يحصل لها من ترك الصلاة والصوم في حال الحيض والنفاس . ولا
يلزم من هذا أن تكون أيضاً دون الرجال في كل شيء ، وأن الرجل أفضل منها في
كل شيء ، نعم جنس الرجال أفضل من جنس النساء في الجملة ، لأسباب كثيرة كما
قال الله ـ سبحانه وتعالى ـ : {الرجال قوامون على النساء بما فضل الله
بعضهم على بعض وبما أنفقوا من أموالهم}سورة النساء . لكن قد تفوقه في بعض
الأحيان في أشياء كثيرة، فكم من امرأة فاقت كثيراً من الرجال في عقلها
ودينها وضبطها.
وقد تكثر منها الأعمال الصالحات فتربو على كثير من الرجال في عملها الصالح
وفي تقواها لله ـ عز وجل ـ وفي منزلتها في الآخرة ، وقد تكون لها عناية في
بعض الأمور ، فتضبط ضبطاً كثيراً أكثر من ضبط بعض الرجال في كثير من
المسائل التي تعنى بها وتجتهد في حفظها وضبطها ، فتكون مرجعاً في التاريخ
الإسلامي وفي أمور كثيرة ، وهذا وأضح لمن تأمل أحوال النساء في عهد النبي
صلى الله عليه وسلم وبعد ذلك، وبهذا يعلم أن هذا النقص لا يمنع من الاعتماد
عليها في الرواية ، وهكذا في الشهادة إذا انجبرت بامرأة أخرى، ولا يمنع
أيضاً تقواها لله وكونها من خيرة إماء الله ، إذا استقامت في دينها ، فلا
ينبغي للمؤمن أن يرميها بالنقص في كل شيء ، وضعف الدين في كل شيء ، وإنما
هو ضعف خاص في دينها ، وضعف في عقلها فيما يتعلق بضبط الشهادة ونحو ذلك .
فينبغي إنصافها وحمل كلام النبي صلى الله عليه وسلم على خير المحامل وأحسنه
. والله تعالى أعلم . ((الشيخ ابن باز))
حكم الاستهزاء بمن ترتدي الحجاب الشرعي وتغطي وجهها
س6:ما حكم من يستهزيء بمن ترتدي الحجاب الشرعي وتغطي وجهها وكفيها ؟
جـ : من يستهزيء بالمسلمة أو المسلم من أجل تمسكهما بالشريعة الإسلامية فهو
كافر ، سواء كان ذلك في احتجاب المسلمة احتجاباً شرعياً أم في غيره . لما
رواه عبدالله بن عمر ـ رضي الله عنهما ـ قال رجل في غزوة تبوك في مجلس : ما
رأيت مثل قرائنا هؤلاء أرغب بطوناً ولا أكذب ألسناً ولا أجبن عند اللقاء ،
فقال رجل كذبت ولكنك منافق ، لأخبرن رسول الله صلى الله عليه وسلم فبلغ
ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم ونزل القرآن فقال عبدالله ابن عمر : وأنا
رأيته متعلقاً بحقب ناقة رسول الله صلى الله عليه وسلم تنكبه الحجارة وهو
يقول : يا رسول الله إنما كنا نخوض ونلعب ورسول الله صلى الله عليه وسلم
يقول : ((أبالله وآياته ورسوله كنتم تستهزئون . لا تعتذروا قد كفرتم بعد
إيمانكم إن نعف عن طائفة منكم نعذب طائفة بأنهم كانوا مجرمين)). فجعل
استهزاءه بالمؤمنين استهزاء بالله وآياته ورسوله . وبالله التوفيق .
((اللجنة الدائمة))
سبق الكتاب لا يدعو إلى ترك العمل
س7:فضيلة الشيخ : امرأة تسأل تقول : قرأت في حديث رسول الله صلى الله عليه
وسلم يقول : ((إن أحدكم يجمع خلقه في بطن أمه أربعين يوماً نطفة ، ثم يكون
علقه مثل ذلك ، ثم يكون مضغة مثل ذلك ، ثم يرسل إليه الملك فينفخ فيه الروح
ويؤمر بأربع كلمات ، بكتب رزقه وأجله وعمله ، وشقي أو سعيد فو الله الذي
لا إله غيره : إن أحدكم ليعمل عمل أهل الجنة حتى ما يكون بينه وبينها إلا
ذراع فيسبق عليه الكتاب ، فيعمل بـعمل أهـل النار فيدخـلها ، وإن أحـدكم
ليعمل بعمل أهل النار حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع فيسبق عليه الكتاب
فيعمل بعمل أهل الجنة فيدخلها )) . ومنذ قرأت هذا الحديث وأنا خائفة وقلقة ؛
لأن الله مادام أنه قد كتب علي الشقاء من قبل ولادتي وحدد مصيري فلن
يفيدني إذاً عملي الذي أعمله ، ولا عبادتي التي أؤديها. فأسألك بالله أن
تجيب على سؤالي هذا فإني مضطربة ؟
جـ : الفائدة في الأمر أرشد إليها رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث حدث
أصحابه رضي الله عنهم بأنه : ما من أحد إلا وقد كتب مقعده من الجنة أو
النار ، قالوا : يا رسول الله ، أفلا ندع العمل ونتكل على الكتاب ؟ فقال :
"اعملوا فكل ميسر لما خلق لـه" . فأنتِ اعملي عمل الطاعة واسألي الله
الثبات والإخلاص في العمل ، وأن يكون عملك صالحاً ، ثم بعد أن تفعلي هذا
أحسني الظن بالله سبحانه وتعالى ، وأنه سيقبل منك حتى تكوني من السعداء .
وهكذا يقال في جميع النصوص الواردة في القضاء والقدرة ، وأن الإنسان مأمور
أن يقوم بما أمره الله به عز وجل ، ويستعين بالله سبحانه وتعالى فيكون
جامعاً بين العبادة والتوكل على الله ، وهذا ما أمر الله به في قوله تعالى
{فاعبده وتوكل عليه} . وهو ما يقوله كل مسلم في صلاته ، {إياك نعبد وإياك
نستعين} فاستعيني بالله ولا يخدعنك الشيطان ، لكونه يقول : لن يقبل منك ،
أو أنك شقية ، أو أنك من أهل النار ، وما أشبه ذلك ، فكل هذا من وساوس
الشيطان نعوذ بالله منه . والله ولي التوفيق . ((الشيخ ابن عثيمين))
المرأة تتعذر من تركها للصلاة
س8:امرأة تسأل وتقول : هناك قريب لنا يزورنا ومعه زوجته أحياناً ونحن نشهد
بأن زوجته لا تصلي ، وإذا أمرناها بالصلاة أبدت لنا أعذاراً ونحن بصفتنا
نساء نعلم أن ما اعتذرت به ليس صحيحاً ، لأنه لا أثر لذلك عليها . فما حكم
دخولها بيتنا ومجالستها ومحادثتها والأكل معها في إناء واحد ، أجيبونا
أثابكم الله .
جـ : هذه المرأة إذا صح ما ذكر عنها وأنها لا تصلي فإن من لا يصلي كافر .
وإذا تقرر أنها كافرة فإنها لا تحل لزوجها ، لأن الله تعالى يقول : {ولا
تمسكوا بعصم الكوافر } ، بل النكاح منفسخ من حيث ثبتت ردة هذه المرأة .
وأما إذا كانت تترك الصلاة وتعتذر بأن عليها مانعاً يمنعها من الصلاة فهذا
راجع إليها ، وهذا بينها وبين الله عز وجل، والقرائن التي تقولون عنها قد
تكون مخطئة وقد تكون مصيبة، ولا ينبغي اتهام المسلم الذي ظاهره الصلاح في
مثل هذه الأمور . أما إذا علمت علم اليقين أنها لا تصلي فإن الواجب على
زوجها مفارقتها ولا يجتمع معها ، وكذلك أنتم لا يجوز لكم إيواؤها، لأن
المرتد من المسلمين أخبث حالاً من الكافر الأصلي، وأخبث من اليهودي
والنصراني الذي لم يزل على يهوديته و نصرانيته . ((الشيخ ابن عثيمين))
علاج الوساوس أثناء الصلاة
س9: أنا امرأة أفعل ما فرضه الله علي من العبادات ، إلا أنني في الصلاة
كثيرة السهو ، بحيث أصلي وأنا أفكر في بعض ما حدث من الأحداث في ذلك اليوم ،
ولا أفكر فيه إلا عند البدء في الصلاة ، ولا أستطيع التخلص منه إلا عند
الجهر بالقراءة فبم تنصحني ؟
جـ : هذا الأمر الذي تشتكين منه يشتكي منه كثير من المصلين ، وهو أن
الشيطان يفتح عليه باب الوساوس أثناء الصلاة فربما يخرج الإنسان وهو لا
يدري عما يقول في صلاته ، ولكن دواء ذلك أرشد إليه النبي صلى الله عليه
وسلم وهو أن ينفث الإنسان عن يساره ثلاث مرات وليقل : أعوذ بالله من
الشيطان الرجيم ، فإذا فعل ذلك زال عنه ما يجده بإذن الله عز وجل وأنه
يناجي الله تبارك وتعالى ويتقرب إليه بتكبيره وتعظيمه وتلاوة كلامه سبحانه
وتعالى بالدعاء في مواطن الدعاء في الصلاة ، فإذا شعر الإنسان بهذا الشعور
فإنه يدخل على ربه تبارك وتعالى بخشوع وتعظيم له سبحانه وتعالى ومحبة لما
عنده من الخير وخوف من عقابه إذا فرط فيما أوجب الله عليه . ((الشيخ ابن
العثيمين))
الذنوب ومحق البركة
س10:امرأة تسأل وتقول قرأت أن من نتائج الذنوب : العقوبة من الله ومحق البركة فأبكي خوفاً من ذلك أرشدوني جزاكم الله خيراً؟
جـ : الواجب على كل مسلم ومسلمة الحذر من الذنوب والتوبة مما سلف منها مع
حسن الظن بالله ورجائه ـ سبحانه ـ المغفرة والخوف من غضبه وعقابه. كما قال ـ
سبحانه وتعالى ـ في كتابه الكريم عن عباده الصالحين: {أنهم كانوا يسارعون
في الخيرات ويدعوننا رغباً ورهباً وكانوا لنا خاشعين} وقال ـ سبحانه ـ :
{أولئك الذين يدعون يبتغون إلى ربهم الوسيلة أيهم أقرب ويرجون رحمته
ويخافون عذابه إن عذاب ربك كان محذوراً} وقال ـ عز وجل ـ : {والمؤمنون
والمؤمنات بعضهم أولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويقيمون
الصلاة ويؤتون الزكاة ويطيعون الله ورسوله أولئك سيرحمهم الله إن الله عزيز
حكيم} ويشرع للمؤمن والمؤمنة مع ذلك الأخذ بالأسباب التي أباح الله ـ عز
وجل ـ وبذلك يجمع بين الخوف والرجاء، والعمل بالأسباب متوكلاً على الله ـ
سبحانه ـ معتمداً عليه في حصول المطلوب والسلامة من المرهوب ، والله ـ
سبحانه ـ هـو الجـواد الكريم ، القـائل ـ عز وجل ـ : {ومـن يتق الله يجعل
لـه مخرجاً ويرزقه من حيث لا يحتسب} والقائل ـ سبحانه ـ : {ومن يتق الله
يجعل لـه من أمره يسراً} وهو القائل ـ سبحانه ـ : {وتوبوا الله جميعاً أيه
المؤمنون لعلكم تفلحون} فالواجب عليك أيتها الأخت في الله التوبة إلى الله ـ
سبحانه ـ مما سلف من الذنوب والاستقامة على طاعته ، مع حسن الظن به ـ عز
وجل ـ والحذر من أسباب غضبه ، وابشري بالخير الكثير والعاقبة الحميدة .
والله ولي التوفيق. ((الشيخ ابن باز))
يجوز للحائض قراءة القرآن وكتب الأدعية
س11:هل يجوز للحائض قراءة كتب الأدعية يوم عرفة على الرغم من أن بها آيات قرآنية ؟
جـ : لا حرج أن تقرأ الحائض والنفساء الأدعية المكتوبة في مناسك الحج ، ولا
بأس أن تقرأ القرآن على الصحيح أيضاً ، لأنه لم يرد نص صحيح صريح يمنع
الحائض والنفساء من قراءة القرآن ، إنما ورد في الجنب خاصة ، بأن لا يقرأ
القرآن وهو جنب . لحديث علي ـ رضي الله عنه وأرضاه ـ أما الحائض والنفساء
فورد فيه حديث ابن عمر : ((لا تقرأ الحائض ولا الجنب شيئاً من القرآن))
ولكنه ضعيف لأن الحديث من رواية إسماعيل بن عايش عن الحجازيين ، وهو ضعيف
في روايته عنهم . ولكنها تقرأ بدون مس المصحف عن ظهر قلب ، ولا من المصحف
حتى يغتسل . والفرق بينهما أن الجنب وقته يسير ، وفي إمكانه أن يغتسل في
الحال من حين يفرغ من إتيانه أهله ، فمدته لا تطول والأمر في يده متى شاء
اغتسل ، وإن عجز عن الماء تيمم وصلى ، وقرأ . أما الحائض والنفساء فليس
الأمر بيدها وإنما هو بيد الله ـ عز وجل ـ والحيض يحتاج إلى أيام والنفاس
كذلك ، ولهذا أبيح لهما قراءة القرآن لئلا تنسياه ولئلا يفوتهما فضل
القراءة وتعلم الأحكام الشرعية من كتاب الله . فمن باب أولى أن تقرأ الكتب
التي فيها الأدعية المخلوطة من الآيات والأحاديث إلى غير ذلك . هذا هو
الصواب وهو أصح قولي العلماء ـ يرحمهم الله ـ في ذلك . ((الشيخ ابن باز))
حكم استماع الأغاني ومشاهدة المسلسلات
س12:ما حكم استماع الموسيقى والأغاني ، وما حكم مشاهدة المسلسلات التي يتبرج بها النساء ؟
جـ : استماع الموسيقى والأغاني حرام ولا شك في تحريمه وقد جاء عن السلف من
الصحابة والتابعين أن الغناء ينبت النفاق في القلب واستماع الغناء من لهو
الحديث والركون إليه . وقد قال الله تعالى : {ومن الناس من يشتري لهو
الحديث ليضل عن سبيل الله بغير علم ويتخذها هزواً أولئك لهم عذاب مهين} قال
ابن مسعود في تفسير الآية : والله الذي لا إله إلا هو إنه الغناء وتفسير
الصحابي حجة وهو في المرتبة الثالثة في التفسير . ثم إن الاستماع إلى
الأغاني والموسيقى وقوع فيما حذر منه النبي صلى الله عليه وسلم بقوله:
((ليكونن أقوام من أمتي يستحلون الحر والحرير والخمر والمعازف )) يعني
يستحلون الزنا والخمر والحرير وهم رجال لا يجوز لهم لبس الحرير،والمعازف هي
آلة اللهو ـ رواه البخاري من حديث أبي مالك الأشعري أو أبي عامر الأشعري ـ
وعلى هذا فإنني أوجه النصيحة إلى أخواني المسلمين بالحذر من سماع الأغاني
والموسيقى وألا يغتروا بقول من قال من أهل العلم بإباحة المعازف لأن الأدلة
على تحريمه واضحة وصريحة .
وأما مشاهدة المسلسلات التي بها النساء فإنها حرام مادامت تؤدي إلى الفتنة
والتعلق بالمرأة ، والمسلسلات غالبها ضار حتى وإن لم يشاهد فيها المرأة أو
تشاهد المرأة الرجل ، لأن أهدافها في الغالب ضرر على المجتمع في سلوكه
وأخلاقه . أسأل الله تعالى أن يقي المسلمين شرها وأن يصلح ولاة أمر
المسلمين لما فيه إصلاح المسلمين ، والله أعلم . ((الشيخ ابن عثيمين))
حكم لبس النقاب والبرقع
س13:في الآونة الأخيرة انتشرت ظاهرة بين النساء بشكل ملفت للنظر وهي ما
يسمى بالنقاب , والغريب في هذه الظاهرة ليس لبس النقاب ، إنما طريقة لبس
النقاب لدى النساء ، ففي بداية الأمر كان لا يظهر من الوجه إلا العينان فقط
ثم بدأ النقاب في الإَتساع شيئاً فشيئاً فاصبح يظهر مع العينين جزءاً من
الوجه،مما يجلب الفتنة، ولا سيما أن كثيراً من النساء يكتحلن عند لبسه ،
وإذا نوقشن في هذا الأمر احتججن بأن فضيلتكم قد أفتى بأن الأصل فيه الجواز ،
فنرجو توضيح هذه المسألة بشكل مفصل وجزاكم الله خيراً.
جـ : لا شك أن النقاب كان معروفاً في عهد النبي صلى الله عليه وسلم وأن
النساء كن يفعلنه كما يفيده قوله صلى الله عليه وسلم في المرأة إذا أحرمت
(لا تنتقب) فإن هذا يدل على أن من عادتهن لبس النقاب ، ولكن في وقتنا هذا
لا نفتي بجوازه بل نرى منعه ، وذلك لأنه ذريعة إلى التوسع فيما لا يجوز ،
وهذا أمر كما قاله السائل مشاهد ، ولهذا لم نفت امرأة من النساء لا قريبة
ولا بعيدة بجواز النقاب أو البرقع في أوقاتنا هذه ، بل نرى أنه يمنع منعاً
باتاً وأن على المرأة أن تتقي ربها في هذا الأمر ، وأن لا تنتقب ، لأن ذلك
يفتح باب شر لا يمكن إغلاقه فيما بعد . ((الشيخ ابن العثيمين))
حكم نظر المرأة للرجال الأجانب
س14:ما حكم نظر المرأة للرجال الأجانب ؟
جـ : ننصح المرأة بالابتعاد عن مشاهدة صور الرجال الأجانب ، فخير ما للمرأة
أن لا ترى الرجال ولا يروها ، ولا فرق في ذلك بين المصارعات والمباريات
وغيرها ، فإن المرأة ضعيفة التحمل وكثيراً ما يحدث من نظر المرأة لتلك
الأفلام والصور الفاتنة ثوران الشهوة والتعرض للفتنة ، فالبعد عن أسبابها
أقرب إلى السلام ، والله المستعان . ((الشيخ ابن جبرين))
أختنا المسلمة : إن السعادة الحقيقية في هذه الدنيا هي في اتباع أوامر الله
ورسوله وطاعتهما بدون اعتراض أو تردد، وإياك وممن يصور لك الدين بأوامره
وتكاليفه أنها نوع من تقييد الحرية وحرمان من المتع الدنيوية.. فهؤلاء لا
يريدون لنا ـ إن استجبنا لهم ـ إلا السعادة المزيفة والمتعة المؤقتة ، ثم
تكون الحسرة والندم في هذه الدنيا ، والحساب والعذاب في الآخرة ، إن لم
تدرك الإنسان رحمة الله بالتوبة النصوح والعودة الصادقة والالتزام الكامل
بتعاليم هذا الدين العظيم .
أختنا الكريمة ... وحتى يزداد إيمانك وتنتصري على نفسك وشيطانك نوصيك بما يلي :ـ
1ـ أن يكون لك نصيب يومي من قراءة القرآن الكريم .
2ـ المحافظة على السنن الرواتب .
3ـ المداومة على أذكار الصباح والمساء .
4ـ الالتزام بصلاة الوتر ولو ركعة واحدة .
مطوية من إصدار المكتب التعاوني للدعوة والإرشاد وتوعية الجاليات بالشفا
أحكام لباس المرأة المسلمة وزينتها
الحمد لله ، والصلاة والسلام على نبيه ومصطفاه ، أما بعد :
أختي المسلمة :
للناس في دروب الحياة ، وشعابها غايات شتى ، وأهداف متعددة وآمال متغايرة .
فمنهم من يريد المال ، فتجده ينفق ساعات عمره وأيامه في جمعه ، ولا يبالي
أمِنْ حلال أم من حرام . ومن الناس من غايته اللهو واللعب والسفر والتجوال
بحثاً عن المتعة أينما وجدت ، ومن النساء من غايتها تضييع الوقت وإهدار
ساعات العمر فيما يغضب الله عز وجل من مجالس السوء التي فيها الغيبة
والنميمة والكذب والاستهزاء بالآخرين ، فإذا نُصحت إحداهن قالت : وماذا
نفعل ، إننا نتسلى ونوسِّع صدورنا !! ومنهنَّ من غايتها الأكل والشرب وقضاء
الوطر ، ثم إنها لا تعرف شيئاً بعد ذلك عن صلاة ولا صيام ولا صدقة ولا حج ،
وكأنها تقول بلسان الحال : { إ