حنونه الدلوعة ﻬஐ¤ღ❤❀✿❀❤ღ¤ஐﻬ
عدد المساهمات : 644 نقاط : 1458 تاريخ التسجيل : 30/05/2011 المزاج : رايقه
| موضوع: ايقضتهم يا محمد الجمعة أغسطس 12, 2011 3:47 am | |
| أيقظتهم يا محمد فوزية البكر* * كاتبة سعودية العدد: 16 التاريخ: 15/10/2000 الصفحة: 18 القسم: الرأي مثل كرة الثلج المتدحرجة يكبر هذا الشعور العزيز الذي طال اختفاؤه حتى كدنا نصدق عفونة الزمن، لكن حقاً ها هم الكبار مرة أخرى يتسمرون أمام الشاشات ليتابعوا شأنا فلسطينيا، وأمي (العودة) تبكي في كل لحظة يطل عليها مشهد محمد الدرة مقتولاً بالأربعين رصاصة، والأطفال يرددون وراء جوليا بطرس (الشعب العربي وين، وين الملايين). فلعل أقدام وعقول الشباب أخيراً تستعيد قدرتها على التذوق عبر كلمات مارسيل خليفة وعبر الدفء الفيروزي الذي يغني للأقصى. ما أعذب الشعور! لا أزال أستعيد صورة (ريال فلسطين) حين كان يجمع منا في المدارس العامة السعودية ونحن صغار. وظللت أحمل شعور هذا الريال الذي أيقظت الحاجة لبساطته بعضاً من شعوري القومي، وتدريجياً بدأ شعور هذا الريال يختفي من المنابر العامة والخاصة حتى وصلنا لمرحلة أصبح الحديث فيها عن الشعور القومي أو القومية العربية يعني اتهاماً محدداً، بل إن مفردات لغوية معينة مثل الشعب، والثورة، والقومية العربية بدا أنها تغيب تدريجياً عن مساحة المعلن عنه في الكتابة المقبولة للنشر في الوسائط الرسمية وقد تم استبدالها بمفردات لغوية جديدة تتوافق مع المناخ الثقافي والسياسي السائد من مثل المصلحة الوطنية، والسلام، والإصلاح. وجاءت الحماقة الصدامية لتكمل كل ذلك ولتدخلنا جميعاً (المعتدي والمعتدى عليه) في نفق مظلم من المشاعر العروبية المتناقضة والممزقة ما بين ضيم الأخوة والمصلحة الآنية في توجيه الشعور بالانتماء للوطن الصغير، هذا بخلاف التدمير المادي والبشري وعجز الموازنات وارتفاع المديونيات. ولم نفق من ذلك كله إلا في السنوات القليلة الماضية عبر خطط وطنية حاولت إصلاح ما يمكن إصلاحه حتى كان ما كان خلال الأيام الماضية ليندفع السيل الجارف يعلن عن نفسه في تحد مباشر وكأننا لم نكبر لحظة واحدة (أو هي الحقيقة أننا لم نتقدم في مشوارنا النضالي خطوة واحدة) وها هو ريال فلسطين يعود بأشكال أكثر تطوراً ومعه يزهر هذا الشعور القومي الذي لا يقاوم. من يصدق أن شارع التلفزيون بمدينة الرياض المحافظة في العادة يكاد يختنق بالأفواج من البشر الذين جاءوا لتقديم تبرعاتهم للمجاهدين الفلسطينيين. من يصدق أن طفلاً يرسل مصروفه الأسبوعي، وعاملة إندونيسية ترسل خمسين ريالاً هي أجرتها لثلاثة أيام وما لا يقل عن 45 ساعة عمل! وأن المواطنين يستعيدون متعة متابعة الصحف المحلية في شأن عربي. كل ذلك يؤكد أن المشاعر الوطنية أو على الأقل قدرة الشارع على التعبير عنها رهينة الموافقة الرسمية مما يعني أن كثيراً جداً مما يحدث في الدول النامية سواء على المستوى السياسي أو الاجتماعي هو مسؤولية النخب الحاكمة بالدرجة الأولى ومنها إيقاظ أو إخماد الشعور القومي. كما يؤكد بساطة وتلقائية الشارع العربي الذي يستجيب بقوة شعوره الديني وانتمائه الوطني وينطلق محاولاً التعبير بأشكال سلمية مختلفة ولو على مستوى المساهمة المالية البسيطة رغم أن السؤال الذي أتوقع أن الكثيرين يرددونه هو: هل ستصل هذه النقود حقاً لمستحقيها الفعليين قبل أن تضيع في غياهب الفساد البشري أو طاحونة الروتين الحكومي أو كما حدث قبل سنوات مع الحملة التي تبنتها (MBC لجمع التبرعات لبعض المنظمات الفلسطينية بالداخل) وانتهت الحملة بتدخل الأجهزة البريطانية الرسمية للتحقيق في مصادر إنفاق هذه الأموال. أسئلة كثيرة تدور لعل هذا أقلها أهمية مقارنة بالكثير مما يعيه أي متابع حول منطق القوة الذي يحكم العالم فعلاً بغض النظر عن كل ما اختطته البشرية عبر تاريخها الثقافي والفلسفي حول مفاهيم أساسية مثل العدل والحق والمحبة بما يؤكد أنه إلى جانب الإصرار على تثبيت الحق التاريخي والإنساني إلا أنه من الضروري وضع استراتيجيات عملية وعلمية للتعامل مع المنطق الغربي الذي تقف إسرائيل فوق أكتافه، هذا المنطق الذي يحكم الشارع الأمريكي ثم الأوروبي صانع القرار مما يعني أننا بحاجة لمن يعرف كيف يتعامل مع هذه العقلية بمنطقها وأسلوب حججها وليس بالمنطق العربي الذي قد ينجح بشكل جزئي في الداخل لكنه يثير الشفقة والتباعد لدى المتلقي الغربي، وحق على الكثير من القيادات الفلسطينية والعربية تجنب اللقاءات العامة أو التلفزيونية وحتى داخل لجان العمل المشتركة وإعطاء من عاش وخبر منطق العقلية الغربية الفرصة لإيضاح وجهات النظر العربية ليس استدراراً للشفقة الغربية ولكن اعترافاً بمنطق القوة الذي لا نملكه كما لا يجوز استخدامه في زمن يجدر بالحضارة الإنسانية أن تكون قد تجاوزته فلعل ذلك يفيد في كسب بعض التعاطف مع الشأن العربي في زمن تجيد فيه الترسانة الإعلامية الأمريكية تزوير الحقائق حتى تلك التي تحدث مباشرة أمام أعين المتلقي.
| |
|