حنونه الدلوعة
ﻬஐ¤ღ❤❀✿❀❤ღ¤ஐﻬ
عدد المساهمات : 644
نقاط : 1458
تاريخ التسجيل : 30/05/2011
 المزاج : رايقه
 |  موضوع: وردتان -رمضان- بين نثر-و-شعر  الجمعة أغسطس 19, 2011 12:23 pm | |
|
وردة أولى
رمضان ، على خمسة أحرف يقوم اسمك كخمس سنابل رفعت هاماتها للفضاء ، و أرسلت رموشها لخيوط الشمس ،
تستقبل مواكب الرحمة القادمة على أجنحة ملائكية بيضاء ...
هناك في الظل البعيد طيف أنهكه الترحال و أدمت قدميه أشواك الخطيئة ،
يترقب أن تدق حوريات الجنة بكعوب أحذيتها البلورية آثام الناس كحبات جوز قاسية ...
ينتظر أن ينادى في الناس هذا عبدي قد أتاني اليوم خاشعا متضرعا مؤمنا
محتسبا أشهدكم أنني قد غفرت له ، .......................
لكن عصافير الدوري التي غادرت حقولنا تدرك جيدا كم من الندم و التوبة يلزمنا لنطهر أثلامها من الدنس
أضاء هلالك الذي بدا كمناجل الحصادين ،
كسهام من النور تطلقها أصابع الملائكة على حشود الشياطين المصفدة .
رمضان ... هل يجوز لي أن أناديك باسمك ؟
أن أكلمك كما أكلم نفسي ؟ و أنت الأقرب من نفسي إلى نفسي ....
هل يجوز أن أتخطى عتبات الوعظ المضجرة لأرسمك كما أراك و تراك جوانحي ....
هل يجوز أن استشعر ظلمة الغار حين يجيئ الصوت معبئا بالرهبة إقرأ .
فيرد الصدى في ارتجافة خوف ما أنا بقارئ .. ما أنا بقارئ ...
قبل ان يسترسل في طمأنينة و سكون إقرأ بسم ربك الذي خلق ، خلق الإنسان من علق...
أن أصغي و يصغي معي الكون لصوت طقطقة ذنوبنا كحبات بلوط في موقد فلاح فقير ،
أن تتوقف عجلات الكون عن السير لأن الطريق لم يكن نفسه ،
فهناك عند آبار بدر طريق آخر للبيت المعمور ...
أن أرى جبريل كأنني أراه يقود فرسه على ثنايا النقع ...
أن أرى وجه الحبيب و قد تحلق الناس حوله فرحين بالفتح العظيم ،
قال : اذهبوا فأنتم الطلقاء ... ببركة الرسول و بركة الشهر العظيم .
رمضان ... هذا هو القلب الذي انتظرك عاما آخر يلملم حبات ذنوبه التي
تساقطت كعقد انفرط على الأرض ، يجمعها ليرميها على عتبات أبوابك
كما ترمى الجمرات بالعقبة ،
لن يدخلك و في نبضه نقطة من شك ،
فاليقين أنت ، و الرحمة أنت
و المغفرة أنت ....
ثلاث سحائب نتفيؤها كلما لفحتنا الرمضاء ،
سحابة رحمة
و سحابة مغفرة
و سحابة عتق من النار ....
رمضان ... يا ضيف الرحمن ها قد جئت ولم يعد في حضورك متسع لحضور آخر
و هاهو القلب المفرط في التشظي يتأهب لجمع بقاياه و غسلها بالماء و البرد ،
هاهي الروح الكسيحة تخلصت من أدرانها و استسلمت لرياح الندم تلقيها على قدميك ....
رمضان مدينة شوارعها بيضاء
نوافذها تطل على الجنة ،
شاطئ نوراني أصدافه أحرف القرآن ،
مرساه الوحيد النجاة من النار .
اللهم قدرنا على بلوغه كما يجب .
وردة ثانية
أمشي إليك تجرني أعبــــــــــــــائي
و يضيع في الأفق الهزيل دعــــائي
أنفاسي الحرّى دخـــــــــــــان داكن
عند الغروب و غربتي أسمـــــــائي
أمضي يقطعني المدى و مـــشاعري
في عتمة الإحساس محض عنــــــاء ِ
أدعوك يخذلني الصدى و تضيق بي
طرقي ، و ترقد في الرصيف دمائي
رباه جئتك خاشعا متـــــــــــضرعا
عبدا أجرجر خيفتي و حيــــــــائي
فارحم بكاء في دجى الـــــليل الذي
وحدي أمزّق صمته ببـــــــــــكائي
و ارحم دموعا في المحاجر نبعها
ترجو الوفاء و كم أضـــعت وفائي
ضاقت بي الدنـــــيا ، و تاه بريقها
في مقلة عطشى لقطـــــــــــرة ماء ِ
كثرت ذنوبي و استطالت حرقتي
و وقفت ظمآنا بباب رجـــــــــائي
أرجوك في الشهر الذي أيـــــــامه
في ظلمتي كالأنجم البيضــــــــــاء ِ
أدنو به من راحتيك و في فمـــي
ترنيمة من سورة الإســـــــــراء ِ
رمضان يا غيما يهدهد حـــرقتي
عند الهجير و لفحة الرمضــــــاء ِ
رمضان يا ضيف الإله أما ترى
أني خلعت على يديــــــك ردائي
و غسلت بالقرآن زيف مشاعري
و أضأت بالهدي القويم مســـائي
أدنو من الرحمن يغفر زلتـــــي
و يذيب في حوض النقاء عنائي | |
|
