قال رئيس الوزراء الياباني ناوتو كان أمس إن بلاده تواجه اسوأ أزمة منذ
انتهاء الحرب العالمية الثانية وطالب الأمة بالوقوف صفا واحدا بعد الدمار
الذي لحق بها جراء الزلزال الهائل. وأوضح كان أن الوضع في محطة للطاقة
الذرية التي تضررت من الزلزال مازال خطيرا ايضا في حين يكافح المهندسون
لاحتواء حالة طوارئ نووية ناجمة عن الزلزال وما أعقبه من أمواج مد عارمة.
وأضاف كان في مؤتمر صحفي أن الوضع الحالي الناجم عن الزلزال وأمواج المد
وما لحق بالمحطات النووية من اضرار هو إلي حد ما أسوأ أزمة خلال ال 65 عاما
الماضية. واشار إلي أن تغلب اليابانيين علي هذه الأزمة يتوقف عليهم جميعا
ودعاهم إلي التكاتف سويا.
يأتي هذا في الوقت الذي رفعت فيه الوكالة اليابانية للارصاد الجوية امس
قوة الزلزال المدمر الذي ضرب اليابان يوم الجمعة إلي 9 درجات علي مقياس
ريختر بعد ان كانت 8.9 درجة. وقال عالم جيوفيزيائي من هيئة المسح الجيولجي
الأمريكية ان الزلزال تسبب في تحرك الأراضي اليابانية جانبا بما لا يقل عن
2.4 متر كما أحدث ميلا في محور الأرض بنحو 8 سنتيمترات. في أثناء ذلك
ذكرت محطة ان اتش كيه التليفزيونية اليابانية نقلا عن رئيس شرطة مقاطعة
مياجي قوله إنه من المؤكد ان عدد ضحايا الزلزال وأمواج المد تجاوز عشرة
آلاف قتيل. وقال يوكيو ايدانو المتحدث باسم الحكومة اليابانية إن انصهارا
حدث علي الارجح في المفاعل رقم واحد بمحطة فوكوشيما النووية بعد الانفجار
الذي وقع في المفاعل امس الاول وأدي الي انهيار سقفه. اوضح ان هناك
احتمالا بحدوث انفجار آخر في المفاعل رقم 3 بالمحطة التي تبعد250 كيلومترا
شمال شرقي طوكيو. وعبر عن ثقته في ان المفاعل سيتحمل الانفجار مثلما حدث
في المفاعل الاول قبل يوم. وأوضح ان نظام التبريد تعطل ايضا في المفاعل
رقم 3 مما أدي الي حدوث تسرب اشعاعي. لكن ايدانو اوضح ان المستويات التي
اطلقت في الهواء لم تصل حتي الآن إلي مستويات عالية بشكل كاف للتأثير علي
صحة الانسان. وفقدت المفاعلات النووية في محطتي فوكوشيما 1 و 2 انظمة
التبريد بها وتعطلت مولدات الكهرباء الاحتياطية بسبب الزلزال. ويحدث
الانصهار عندما يسخن الجزء الداخلي للمفاعل بصورة كبيرة ويسبب أضرارا
بالمنشأة ربما تتمثل في إطلاق اشعاع في البيئة. وقالت الوكالة الدولية
للطاقة الذرية انه تم اجلاء نحو 200 الف شخص حتي الآن من المنطقة المحيطة
بالمحطتين النوويتين في فوكشيما واللتين تضمان عشرة مفاعلات. ونشرت
اليابان 100 ألف جندي أي نحو 40 في المائة من قوتها المسلحة للقيام
بعمليات بحث وإنقاذ بمشاركة مئات السفن والطائرات والمركبات . من جهة اخري
أوصت فرنسا رعاياها بمغادرة طوكيو امس مستشهدة بخطر وقوع المزيد من
الزلازل والغموض المحيط بالاوضاع في محطات الطاقة النووية التي لحقت بها
أضرار. وقال بيان نشر علي موقع السفارة الفرنسية في اليابان انه يبدو من
المنطقي تقديم النصح لمن ليس لهم سبب معين للبقاء في منطقة طوكيو بمغادرة
المنطقة لبضعة أيام. ونصح البيان الرعايا الفرنسيين بعدم السفر الي
اليابان وأوصي بشدة بتأجيل أي رحلات مزمعة.
تدفق فرق الإنقاذ والمساعدات علي اليابان
طوكيو - وكالات الأنباء:
بدأت فرق البحث والإنقاذ من أنحاء العالم في الوصول إلي اليابان أمس
لمساعدتها في التغلب علي كارثة الزلزال المدمر الذي تعرضت له وتبعته موجات
مد عاتية "تسونامي".. حيث تدفق متخصصون من الصين وألمانيا واندونيسيا علي
اليابان. بينما وصلت حاملة طائرات أمريكية وانتشرت مجموعات مساعدات في
المناطق المتضررة.
أوضحت ميكيكو دوتسو. منسقة أحد فرق منظمة أطباء بلا حدود. بعد وصولها إلي
مدينة "سينداي" بالقرب من مركز الزلزال. أن المنازل والمباني دمرت بشكل
كامل.. مشيرة إلي أن 90 فريق مساعدة طبية في الكوارث تشكلت وتم نشرها في
مقاطعة مياجي. وبدأت في تلبية الاحتياجات الطبية للناجين.
من ناحية أخري. وصلت حاملة الطائرات الأمريكية "رونالد ريجان" قبالة شمال
شرق اليابان وبدأت في عملية إغاثة بعد أن تم تحويل مسارها من المشاركة في
تدريبات حربية مع كوريا الجنوبية.
وذكرت وزارة الدفاع اليابانية إن البحرية الأمريكية ستساهم في نقل المواد
الغذائية والأشخاص إلي المنطقة المنكوبة وبدأت المروحيات علي متن حاملة
الطائرات في النقل الجوي لمساعدات لمواد غذائية.
كما أرسلت الولايات المتحدة فريقي إنقاذ وخبيرين من خبراء الطاقة النووية إلي اليابان للمساعدة في جهود التعافي من أثار الزلزال.
ويضم فريقا الإنقاذ وهما من مدينة فيرفاكس بولاية فيرجينيا ومدينة لوس
أنجلوس أكثر من 140 فردا وكلاب مدربة ومعدات للمساعدة في عمليات الإنقاذ
علي طول الساحل الشمالي الشرقي لليابان الذي ضربته موجات المد العاتية.
في غضون ذلك. وصل فريق الإنقاذ الألماني التابع للهيئة الاتحادية للإغاثة
التكنولوجية ¢تي إتش دبليو¢ إلي العاصمة اليابانية طوكيو أمس والمكون من
38 رجلا وامرأة .
والفريق مزود بثلاثة كلاب بحث . ونحو 12 طنا من الأجهزة الخاصة بتحديد
أماكن الأشخاص تحت الأنقاض وانتشالهم فضلا عن أجهزة رصد وقياس الإشعاعات
النووية.
يذكر أن هيئة "تي إتش دبليو" تأسست في سبتمبر عام 1950 كمنظمة مدنية تابعة للحكومة الألمانية للحماية من الكوارث.
بذلك يصل إجمالي فريق الإنقاذ التقني الألماني في اليابان إلي 44 شخصا حيث
سيعملون علي المساعدة في البحث عن المفقودين وانتشالهم جراء موجات المد
العاتية "تسونامي" التي أعقبت الزلزال.
علي صعيد متصل وصل فريق اندونيسي متخصص في التخفيف من اثار الكوارث
والمساعدات الإنسانية إلي "اي ياماجاتا" وهي واحدة من اكثر المناطق في
اليابان تضررا من اثار الزلزال والتسونامي.
وكان الرئيس الأندونيسي قد أمر بإرسال فريق مساعدات أندونيسي عارضا
المساعدة حيث أن اندونيسيا لديها خبرة في التعامل مع الكوراث الطبيعية..
وسوف تقتصر مهمة الفريق علي مساعدة السلطات في إجلاء المحاصرين والعالقين
في أحد القطارات في طوكيو. كما توجه فريق آخر إلي منطقة سينداي للمساعدة في
إجلاء المواطنيين حيث يوجد عدد من كبار السن والاطفال.
كما قرر الصليب الاحمر الاندونيسي إرسال فريق متخصص إلي اليابان ويوجد
بالفعل هناك رئيس الصليب الأحمر يوسف كالا وهو نائب الرئيس الاندونيسي
السابق علي رأس وفد وقد زار مقر السفارة للاطلاع علي أحوال وأوضاع
الأندونيسين المقيمين هناك.
كما وصل إلي مطار هانيدا في طوكيو أمس فريق البحث والإغاثة الدولي الصيني للمشاركة في عمليات الانقاذ.
الفريق مكون من 15 عضوا وقد توجه الي اليابان علي متن طائرة مستأجرة. وحمل
معه أربعة أطنان من المواد والمعدات المتعلقة بالبحث والانقاذ وإمدادات
الطاقة والاتصالات السلكية واللاسلكية. حيث من المنتظر أن يتوجه علي الفور
للمناطق التي ضربها الزلزال للبحث عن ناجين ومفقودين.
في غضون ذلك. أعلنت الخارجية الكورية الجنوبية أمس أن بلادها بدأت عمليات
البحث عن المفقودين والعالقين من اليابانيين والكوريين الجنوبيين عقب تعرض
اليابان لأكبر زلزال تشهده قبل يومين.
أوضحت الوزارة. في نبأ اوردته وكالة يونهاب الكورية الجنوبية. إنه مازال
يوجد في اليابان حوالي 62 كوريا جنوبيا في المناطق الساحلية داخل دائرة
يبلغ قطرها 30 كيلومترا عن محطة الطاقة النووية التي تعرضت لزلزال قوي في
فوكوشيما خارج الاتصال مع المكتب القنصلي مما زاد القلق علي صحتهم
وسلامتهم.
من جانبها. طلبت طوكيو من تايوان مواد إغاثة بدلا من عرض تايبيه بإرسال فرق إنقاذ إلي المناطق اليابانية المتضررة بالزلزال.
أوضحت تايوان ان اليابان طلبت 500 مولد طاقة و500 موقد كيروسين وألف طاقم
ملابس شتوية و500 وسادة أو كيس للنوم وألف زوج من القفازات للتدفئة ومواد
غذائية غير سريعة التلف مثل البسكويت.
من ناحية أخري. طالب وزير خارجية استراليا كيفن رود المسئولين اليابانيين
إطلاع الدول الأخري علي الخطر الناجم عن الضرر الذي لحق بمحطات طاقة نووية
في أعقاب الزلزال الذي ضرب اليابان.
أوضح رود لشبكة "ايه بي سي" الوطنية أنه تحدث مع وزير الخارجية الياباني
تاكياكي ماتسوموتو بشأن الخطر الناجم عن الضرر الذي لحق بمحطات الطاقة
النووية جراء الزلزال المدمر.